ليس لدي رأي بما يجري , لم أعد أعرف إن كانت ثورةً أم حرب أهلية أم أزمة شعب , لم أعد أعرف هل هو ربيع أم إرهاصات شتاء , و في ظل عدم امتلاك موقف مما يدور , بدأ يزعجني نفس الحزب الواحد و الدكتاتورية الواحدة المنتشرة , الديكتاتور واحد أينما وُجِد , يطغى عليه شعور العظمة , يتخيل من حوله ألّا وجود لهم , يسارع لطرح أفكاره “المنقذة” , واحدٌ يطل علينا كل مرة بزيٍّ مختلف , عباءة , ربطة عنق , عمامة , فستان , جميعهم واحد , الجميع مختلون , متخلفون , خارجون عن الوضع , إلا هو , لا فاقه للوضع سواه .
واجبُ التخلص منهم قبل أن يفقأوا عين الشعب .
بتّ أظن أن الشعب وصل لفكرة المؤامرة , ألن لا حاجة بعد إلا للخبز , بوعزيزي الذي أحرق نفسه لم يكن يريد سوى الاحترام , لم يفكر بحرية , ديمقراطية , بإسقاط نظام , أو حتى بـ “ربيع عربي” من بعده .
لم تعد هناك رغبة لحرية و ديمقراطية , الديمقراطية , ههههه , التي باتت صندوقاً خشبي لا يجب على “المنظمات” ان تجتازه , قبل أربع سنوات توهمنا أنها عبارة عن أناس يذهبون لصناديق اقتراعهم , و ليس في وطن تقسم لشعوب الله المختارة , سني ستان , كردستان , علوي ستان , شيعي ستان , و تمتد حتى تنتهي من كل طائفة و دين و انتماء و لا مانع إن انضوت بعض التكتلات ليكون لها الـ “الستان” الخاص بها .
و كل “ستان” تضم شعبها المختار الذي الذي يحق له وحده الحياة ولا تليق لدونهم .
إذا ليست قصة حرية و ديمقراطية , باتت حرب منظمات لتقوم بـ “سايكس بيكو” الخاص بها و لتحد حدود دولها بدماء أناس يتشابهون بالولادة و النهاية و هم أولى بالعيش ممن في هذا الوجود .
خارطة جديدة .
خارطة ماء , غاز , نفط , خارطة تحمي كل مقدرات الوطن , عدا الإنسان .
لم يعد هناك فرق , كلٌّ منا يحمل ذلك الحاكم الصغير الذي يمارس سلطته عليه قبل ممارسة أولائك الحكّام الذين خرجنا ضدهم .