خيمة للأطفال , للنساء , بضع سلال طعام , سدت الأفواه , لم يعد أحد يطالب بالإنسانية أو الحرية .

لا تستعجلوا , ليس فيكم من يريد الحل , حرارة اليوم مرتفعة و لكن لا بد من اعتدال الجو قريباً لتصبح الخيمة نزهة إجبارية في تل أبيض , ولكنها تبقى نزهة حتى في دول العالم المتحضر .

على مهلكم , ما دام كلّ منكم أناه مرتاحة في فراش الحرير , لا تهتموا .

ما دام المخيم في تل أبيض ما زال مجرد أرقام , ما دام المخيم يعتمد على النوعية لا الكمية , لا يصنع السلام لأجل خيمة , ولا تبنى دول .

قدر اللاجئين أن يبقوون وحيدين , المهم أن سيادته قد أمّن خيمة . الخيمة نُصبت , عادوا أدراجهم من دون وداع , ارتاح الضمير , لم يعد هناك وخزات ان من البشر يلتحفون العراء .

يراهنون على صلابة الخيمة في ظل انهيار الإنسان , ستبقى شامخة , ثابتة بوجه الرياح العاتية , يظنون أن الخيمة كاللاجئ الذي يقطنها  , يخطئ أحدهم إذا ما رأى في الخيمة لاجئ . اللاجئ ليس خيمة , اللاجئ واقع مرير , ليس عالة أو طفيلية لتتجاهله الأعين , في تل أبيض أصبح اللاجئ هدف عنصرية لعينة , مشروع اضطهاد , يحتاج لأكثر من طعام و مأوى , لم يهربوا من الموت لأحضان الصقيع , ليسوا معدمين أو عاطلين عن العمل , لماذا ينتشر الخوف من عدى الإصابة منهم !

ليسوا مرضا مخيفاً نحجزه في حدود قاسية لنرفض الإفراج عنهم .

ليسوا وحوشاً ولا مجرمين , لاجئ من تل أبيض , من أراضي الخلافة , كل القبائح يربطونها به كأنه اجلذام و هم النبع الصافي المتدفق من الله .

لا تستعجلوا بالحل , الشعب الذي يتم تهجيره لا يخدم المصالح , جاء من أراضي “داعش” لم يلجئ للميليشيات الكردية , لا عيب إن ذاق بعض المرارة , لا احد سيحاسب إن مات طفل في العراء , لا احد يطالب إن نام ولد في فراش الصحراء , لن يتخلى أحد عن منزله لصالح هؤلاء .

على أحد أن يدفع الثمن , لن يتخلى عن أمنه و امانه , قدر اللاجئ أن يكون ثمن .