أبدأ بخطِّ هذه الرسالة و لا أعرف ما أريد كتابته , هو فقط شعور يرد للإنسان أنه يجب أن يكتب لكِ رسالة . أتعرفين ؟! .
أتعس شعور يراودني هو وجوب الكتابة لكِ دون أن أجد لها طريقاً , لذلك قررت الآن أن أحدثك عن نفسي , بعد الفشل بإيجاد ما أكتبه لكِ .
في الآونة الأخيرة اكتشفت أن فنّاني المفضل هو كاظم الساهر , لذلك واضبت على الاستماع لصوته و أغانيه بما أنه المفضل لدي , احياناً يحدث أن تكتشف فنانك المفضل صدفة .
و بهذه المناسبة استحضرت حدث عن طريقة زواجي , سأكون في أحد كافيهات عنتاب , جالساً لوحدي كعادتي , أشرب المياه الغازية , ليقوم صاحب الكافي بتشغيل أغنية “حبيبتي لـ كاظم الساهر” في هذه اللحظات سأُرخي جِفنيّ لهنيهة منسجماً مع الأغنية بكل حواسي , لتفاجأني فتاة و تجلس على الطاولة المقابلة لي , ستكون وحيدة أيضاً .
ما يهمني أنني حين أفتح عيني سأراها , أعجب بها , و لربما أعشقها , سأذهب تلك اللحظة لصاحب المقهى , و أطلب تشغيل أغنية “أحبيني” أيضاً لأبو وسام هذه الأغنية .
صحيح , أبو وسام هو نفسه كاظم الساهر لكن بما أنه فناني المفضل فيحق لي أن أناديه أبو وسام , المهم بعد طلب الأغنية سأكون متوجهاً لطاولة الفتاة الوحيدة و بكل جرأة سأقف أمامها و أهديها الأغنية , في تلك اللحظة , ربما ترتبك قليلاً , تطلب مني مغادرة حيّز الطاولة بسرعة , و سأفعل و أغادر المقهى , الذي سيكون حسب توقعي “mavera cafe” و هذا ليس من باب الدعاية للمقهى , ولا من باب إرشاد المعجبات للمكان , إنه حدث استحضرني و فقط .
المهم يا عزيزتي بعد فترة سألتقي بها في الشارع و أقول لها “مرحباً” ستسألني عن شخصيتي و سأذكرها بنفسي و بما حدث في المقهى , ربما تبتسم لي , ربما تضربني بحقيبة يدها على وجهي , أحصل على مبتغاي حينها .
أتمنى أن تضربني بحقيبة يدها على وجهي لتصيبني علبة المكياج التي في حقيبتها بأذىً كبير , بل أتمنى فقدان الوعي لينقلني الناس إلى المستشفى , حيها ستشعر بالذنب , تأتي لزيارتي في المستشفى و خينها سأضحك أنا و هذه “الأنا” تشملُ كلانا . سأنجح بكل تأكيد على الفوز بموعد مسبق في “mavera cafe” و بعد شهرين سأتزوجها , قصة حب ناجحة .
نعم بعد شهرين , لو امتدت العلاقة وفترة التعارف لأكثر من ذلك سوف أهرب , أتركها وحيدة خاصة حينما ينكسر الجمود بيننا و تطلب مني إتباع ريجيم قاسي , صحيح عزيزتي , وزني تجاوز المئة , و هذه زيادة مبالغ فيها , لا أعرف لما زاد وزني بهذه الطريقة الحقيرة , لكنني سأتبع ريجيم قاسي , أقسى من هذه الأيام , لم أعرف بعد متى سأبدأ بإتباعه , لكن متأكد من قدوم اليوم الذي سأقرر فيه .
على ذكر القرارات , أتذكرين حين قلت لكِ أنني أفضل أن تكون فتاتي بوشم , اليوم و انا أكتب هذه الرسالة قررت أن يحمل الوشم صورة البوم , لغاية في نفس يعقوب , صحيح عزيزتي , نويت أن أباغتك ببلوك , لأنني أعرف جيداً بأنني سوف أعود عنه فيما بعد و لكن أنتِ لن تعودي عنه في أي وقت مستقبلي .
و صحيح , اتصلت على هاتفك قبل فترة من رقم آخر , كان مغلق , تكلمت معي فتاة صوتها جميل بالتركي , لتعلمني أن رقم هاتفك مغلق أو خارج التغطية , ربما غيرتي رقمك , لا أعرف المهم أنني فهمتها جيداً حينما قالت “merhaba” , اتصلت بوالدتك , سمعت صوتها دون أن أتكلّم . فقط أردت سماع نبرة صوتها , كانت عادية لذلك طمأنت نفسي بألّا مكروه وقع لكِ .
صراحة أنا متفاجئ أنني استطعت الكتابة , كل هذا , لكنني لم استطع كتابة الشيء الذي أردت كتابته .
ربما كنت أريد قول أنني أتمنى أن تكون الفتاة أنتِ التي تكلمت عنها في الأعلى , مع أنني أعرف أن ما من علبة مكياج تحملينها في حقيبة يدك , أتمنى ذلك لكن بعد عشر سنوات , ليس الآن , أتمنى أن تواضبي حتى ذلك الوقت على حمل علبة مكياج في حقيبة يدك احتساباً لأي طارئ مثل هذا , و في حال لم يكن ذلك أتمنى أن يكون اسمها جُمان على أقل تقدير . اجتناباً لأي خطأ في الليل بإسمها فيحدث ما لا يحمد عقبها .