لن أكتب إلا عنك , وحدك من يستأهل أن أتحدث عنك هذا المساء , وحدك من يجب أن لا أتناسى ذكرك , أنت وحدك من تحييني الآن , بسنواتك التي تجاوزت الخمسين و شعرك الذي غزاه الشيب , و حكمتك التي تزداد رويداً رويداً , علّ العالم أن ينظر إلي كنظرتهم لك .

أنت “شبّاكي” للفرج بعد أن أطبقت أوطاننا على أرواحنا , يا درباً لا ينتهي .

كل ما حولي يسير عكس ما أتوقّع إلا أنت , ثورتك الصامتة الهادئة التي أحدثت زلزالاً في أعماقي , جميلُ أنت  , كرمقٍ أخير في جسد القضيّة .

سأكتب عنك و انا الذي لا أملك وسيلةً للتكفير عن ذنبي بحقك , ساكتب خجلاً منك , لا شيء قد يعوضك , شيء أعظم من الأوكسجين يجب أن يولد لتعويضك , بتٌّ أشك أنك مجرد إنسانْ ينتمي لهذا الكوكب , أنت من أصل الأرض .

يا نصرُ كسبته من صميم انتكاسة , أنت خارج معادلات الجنس البشري , أنت خارج هذا العالم كلّه .

أيقونة أنت , نكبر بك .