الذهاب لجهنم

يقاتلون جميعهم من أجل الجنة , يحمل جميع الأطراف الوجهة التي تروقهم , يفسر و يبرر حسب زعمه , يضحي بالأرواح فداءاً لها , كل طرف يشد إلى مواته ليرفعهم لخانة الشهادة , كل طرف يرى الجنة في عيني قتلاه , كل طرف يلمس المدد الإلهي , موعود بيد غيبية , من جنة المتقاتلين على الأرض إلى جنة أوروبا و غيرها .

آدم

لم أفكر يوماً أن يقيناً بات لدي بشعبٍ ودَّ لو كان ادم و لم يرتكبوا تلك الخطيئة , لم يحملوا البشرية وزرها تباعاً , لو لم يطئوا الأرض , لم يحشى بعقول البشرية الحلم الوحيد بكشف طريق الجنة .

لغة

بين جلاد التفكير و سكين القلق , أتذكر استغراب أبي لسؤالي أن الأطفال في أمركيا يتحدثون اللغة الانكليزية بطلاقة , ” يا بني كل أطفال في أي بلاد هم ينشأون على لغتها ” , لماذا نتكلم نحن لغة الحزن يا أبي , لا نُجيد غيرها .

اغتراب

سأعترف , لا أريد الذهاب لتلك المنطقة , سأبرر لنفسي ما أشاء من حجج , الموقع بعيد , الذهاب و العودة مرهقة , لن أقطع تلك المسافات لأنها تبدو للبعض فرصة منطقية , و سأقنع نفسي أن ما أفعله مبني على فرضيات واقعية .

المنطقة ليست منطقتي , لن أتجول براحتي , ستصيبني النظرات , سأشعر بغربة القلب عن جسده .

مكان ليس لي ولا أنتمي إليه , يرونه حلم ولا يتراءى لي إلا كابوس , أعرف أن هناك من لا يعتدي علي ولا يهددني , لكنني أشعر بالصوت الخافت الذي ما يزال ينادي بمغادرتي .

انتماء

لم أعد أشعر بالانتماء , لا أنتمي لمكان , الانتماء إحساس يشعرك بالراحة , يخبرك بملكيتك للأرض , بترحيبها بك .

تتجول و أنت تعلم أن الجميع أهلك حتى من لا تعرفه منهم , ترى الإحساس الداخلي بالمحبة , شعور داخلي بإنك لست غريب , واحد منهم , لن يرموك بنظرة قاسية , أهلك و الأحباء .

اعتراف

لن أذهب , ها أنا أقولها , قد تكون فرصتي الوحيدة و لكنني سأعود , سأضحي بها على مذابح منطقتي .

المعبر

كل الحكايات تبدأ عند المعبر , حيث حدودك الملتبسة الهوية , لا يعرف هناك سيداً غير السلاح , على المعبر تشعر بوجع اغترابك , تفتح أمامك دفاتر العمر , ترى نفسك العارية من كل شيء , أحاسيسك التي هزّتك لاثنان و عشرين عاماً , تتبعثر بأصقاع الأرض , لا مكان يفضحنا كالمعابر , واقف هناك تنتظر محتلّين للسماح لك بالدخول .

غربة

أفضّل تسميتها بالموت , على المغترب أن يجد بر الأمان بجواز سفرٍ لا يحمل اسم بلده , هو الذي يجب عليه دوماً أن يجيب على الأسئلة , هو من يجب ان يبرهن و يثبت , هو الذي يجب أن يقدم إخلاصه دائماً , و هو العنصر الدخيل في أي مشكلة حتى لو لم يغادر منزله .

انتظار

منذ خمسة أعوام و كل ما نفعله مؤقت , حتى إتضاح الأمور ’ الأمور التي لم تتضح مذ ذاك الحين , سنبقى عالقين بإنتظار القيامة , يوم يعود الغرباء , تنتهي المهزلة , و ما من أحد يضع لك خياراتك ليصفك بالحرية عند الاختيار .

أنا 

يا قتيلاً ما نزفت جراحه .