في كثير من الأحيان استميت دفاعاً عن أمور لا تستأهل ذلك , أمور لا تتطلب أن تذرف ولو كلمة عليها , أفكار لا تستحق الحياة , كبعض الكتب التي لا تُرتجى للقراءة , بعض الأفلام التي تهدد السلامة العقلية , عن الأفكار التي تساهم في التلوث الفكري , لا تستأهل كل تلك المحاولات .

في كل مرة أوقع في نفس الخطأ الممنوع , أجد نفسي وسط سراء تتوهم أنه أسمى ما قد تصل إليه , و كل ما ظننت أني شارفت على الوصول وجدته نفحات من تخيلات , توقعات و حلم .

في كل مرة أصاب بخيبة الأمل .

أبدأ الرمي بكل سخطي على من يكونون مشتركين في تلك التجربة , هراء , أنماط , صور مفرغة من معانيها .

أتعرفين الحب يا جُمان , الحب هو الذي يرسل الصواريخ الموقعّة من قلوبهم لقلوبنا , الذي يقتل دون تمييز عرقي أو طائفي , لا تستغربي يا جُمان من حدّة التوصيف , عشنا الحب المولود مع الموت , يترعرع في ظل القتل , يخبرنا بأن كل دقيقة يمكن أن تكون الأخيرة .

لم أعرف من الحب إلا أمّاً اجتمعت مع ولدها تحت الأنقاض , زوجة بزوج غائب في السجون , طفل بحلم أب ينزل من السماء , أو عائلات أُخذت دفعةً واحدة لم يبقى منهم إلا جلدة رأس و يد طفل و صحن من عشائهم الأخير .

ذلك ما يجعلني مستمر , الحب بالنسبة لي هو بناء بيت على فوهة مدفع .

أهدئي . لست بمصاص دماء او محبّ للحرب , لا أحلم سوا بمستقبل بشري .

في كل تجربة انفرد – بغض النظر عن طول مدة الانفراد – و لكنني استجمع عزيمة تجعلني أنفض غبار غارة جوية لأجمع أحجاري من جديد و أبدأ البناء .

سأخبركِ أمراً .

أنا من الذين يفتخرون بأنهم كانوا من مشجّعي الكابتن ماجد , ولو تركتني أتكلم عن أفلام الكرتون التي شاهدتها ربما امتد الحديث لأيام .
لم أشأ يوماً دخول عالم الكبار باكراً , في داخلي رغبة الالتصاق بعالم يمنحني كل ما أريد . بالقدرة على تحقيق المستحيل , لا أخجل أن آخر مسلسل كرتوني تابعته بشغف كان ليس منذ سنوات كثيرة , ربما في الثامنة عشر أو قبلها بقليل . تعجبني بإمكانيتها الساحرة على تحقيق الرغبات , النجاح المؤكد لأبطالها في تحقيق أحلامهم .

أذكر الكابتن ماجد و بدايته المتواضعة , عمله المستمر لبناء فريق ينافس أمهر الفرق , أذكر رابح و لوكا و مسيرة الوصول للبطولة , أذكر لين الفتاة الصغيرة المُعذبة على يد زوجة الأب , لحن الحياة و المعلمة الماهرة الجديرة بتربية الأطفال , نوار و المَيْتم القاسي , ريمي و ساعات انتظاري لعودتها , جميعهم آمنوا بالحلم حتى آخر رمق .

أشخاصٌ عاديين , لم يكونوا أبطالاً خارفين , ربما وقعتُ في حب أبطالي . أنا ممن يستيقظون باكراً لمشاهدة آخر الحلقات .

صحيح , لطالما أيضاً أستهواني مسلسل عدنان و لينا .