انتظرت ثمان ليالٍ علّني أسمع عن ثورة تدبّ في هذه البلاد , قلت ربما أسمع عن عمليات إجلاء جماعية , عن أي رد فعل لمن أدمن الوعود السياسية و الاقتصاص من “أنصارٍ” لم يكنّوا إلا الوفاء له , وددت لو أسمع عن مسؤولين وصلوا قبل الرصاصة , حادثوا ذاك الجالس في تلك الكافتريا علّه يغير رأيه , لا خافئين هنا في هذه المدينة , أو للتصحيح , لا خائفين على أنفسهم هنا , جميعهم يستند على من لا يريد أن ينكسر , فداء الأرواح .
يخافون منا , يخاف الخليفة من خيال أصابعه , يرتعد من صبيانٍ أشقياء رأوا الحقيقة , عرفت عيونهم دون غيرها من العيون المفتوحة أن “الخليفة عرصا” .
كم غدى سريعاً الزمن , ثمانية أيام , و انا أنظر لابتسامتك التي لا تفارقني , تضحك لكل شيء , لكل وجه اعترضك , ولربما بشرى أصدقنا “لونظرفيعينيكمنقتلك.. ماقتلك.. كانسيحملعنكبعضالأكياس.. وستقولله (يخليليروحكياخالو) “ .
رغبت بالرحيل رغم كل من مد يديه و التقطته , إن قلت ابتسامتك وحدها من يمنحني الحياة , لا أكذب , ابتسامتك التي غدت سر حياتي , كيف مضت بهذه السرعة , أشعر بنفسي ذاك الطفل , ابن أختك الذي حملت عبأه لثلاث سنوات في “مستنقع” عنتاب , تحمل عبأ الجميع , من حمل معنا الأحلام و الآمال , من جعل جنتنا الصغيرة في رحم جحيمنا .
ما زلت أستحي منك لعدم مكوثي في ذاك القبر بدلاً عنك , ما زلت لليوم الثامن في أحلام اليقظة , كوس النسكافيه , مقاطع الفيديو , الاستديو , سيارتك , صدى ضحكتك , “تقبروا روحي يا خالو أنتو رفعة راسي” , سأخبرك بالحقيقة , أكاد أن أقول إنني من أحببتك من النظرة الاولى بعد بشرى , أراك الصديق و الأخ و الأب , أتصدق أنني ما زلت انتظرك , ما زلت أرسل لك الرسائل اليومية مذ آخر حديث لنا بجانب تلك الحفرة التي احتضنتك .