“إنسى عنتاب” , قالها أبي , ما زلت حتى هذه اللحظة أسمع صدى الكلمات في سماعة الهاتف , ينكسر شيء في قلبي , حتى الاجراءات التي عجلّت بها أملاً بالعودة , ربما سيأتي يومها بالنسيان .
ربما أرادني الـ”ناجي” الوحيد من تلك المدينة .
حاولت مذ زمن , أن أربط حزني و تهجيري بسنة ,, أو شهر على أقل تقدير , لا استطاعة , جميعها ارتبطت بالحزن .
ما زلت أذكر اشتياقي لعنتاب , تلك العجوز التي لطالما أحبها ناجي حتى استفاض حبّاً بها ليرفض مغادرتها شاء من شاء و أبى من أبى , في ذاك اليوم , على الطريق الساحلي .
“تعرف يا خال , صحيح ما صارلنا إلا كم يوم هون بس اشتاقيت لعنتاب”
-
بتضل هي جارتك يلي ضمدت جراحك كثير .
“بس يا خال ما يصير نشتاقلها , هاي مو بلدنا , مو مدينتنا , ولا ننتمي إلها , هاي مدينة نزوح , إذا اليوم اشتقنا لعنتاب و بعدين نحن إلها و بكرا نشتاق لغير مدينة , إذا صار بينا مثل الفلسطينيين يجوز ما عاد نحن للبلد”
-
لا يا خالو , عنتاب للسوري , مثل الشام للفلسطيني , عمرك شفت فلسطيني نسى حيفا ؟ .