لا شيء , سوى أنّ شعور الاختناق بدأ يراودني مرةً أخرى , كأن الهواء عاد لينفد من هذه الأرض .

ما من شيءٍ مخيف , هذه الحياة سريعة , حتى أنني لم أعد أستطيع اللحاق بها , تتسرب من مسامي , تنساب بهدوء دون الشعور حتى بصداها , كزفيرٍ لا إرادي .

منذ زمنٍ و إحساس اللاشيء يجتاحني , يفترسني لحدِّ العدم , ماذا يعني أن تحيا فقط لإنك ما زلت تتنفس !.

ربما هي المدينة , فما أدركه اليوم , لا يمكنك أن تعيش في كلّ المدن , المدن التي ترتسم فيها حياة قاطنيها , تعرّينا أمام أنفسنا , تعلّق القصص على الجدران , ولو أردت الفضائح إهنئ بالأزقّة .

ربما هو انتقالي الأخير , مدينةٌ لا يتنفس بها إلّا الحجر . ثقيلة أيامها و لياليها , و كل شيء .

مدينةٌ يصمت فيها البشر , و كأنهم انعكاس خيالاتٍ من عالمٍ آخر .

مدينةٌ كما القصص , لا تنتظر أن نعيش فيها و نستمر ….