صديقتي العزيزة ,

أكسر روتين جُمان – المتأخرة – , لأرسل لكِ هذه الرسالة الصباحية .

صباحُكِ أولاً , و الكافُ نيابةٌ عنكِ و عن الخير , وجهان لعملةٍ واحدة , هه .

لا ذنب لكِ لاستقبال هذه الرسالة سوى معرفتي , ولا ذنب لي إلا أنني ابن مدينةٍ حاربت الحب بعد أن زرعته فينا , يبدو أن الأحاديث الصباحية بحاجةِ نديمُ قهوةٍ مثلكِ , لا بأس , و لعدم خلط الأمور , مدينتي جميلة , و لكنَّ شوقاً مفرطاً لها يحاول أن يقف بيني و بين وصفها , كما أنتِ عندما تحاولين إبعادي .

المجدُ لكِ , كلّ المجد , أحببتك في الآونة الأخيرة , أكثر حتى من جُمان , أُسبِّحُ لوجودك , ألا يكفي أنكِ تائبةٌ عن الغياب ! .

أسمعي , غرباءٌ مثلنا , لا يلتقون حتى لو كانت قطعة أرضٍ غريبة , حتى أنهم لا يتفقون على المواعيد , نلتقي في لحظةٍ سرقناها من الزمن , على مساحةٍ الكترونية , هذا المتوفر حالياً , و لكن ما يجبرُ كسرنا , أن جميع الغرباء يتشابهون , نتقاسم صفة النفي , و الأوطان .

من حُسنِ حظ الحب – أو ما يطلق من اسمٍ على علاقةٍ بين حبيبين – أنه لم يتدخل في علاقتنا , أعطانا فرصةً للنجاح .

اختصر رسالتي هذه المرّة , على غير نسق الرسائل المعتاد , إذ أنني أوجهها لكِ , أتعلمين أن أجمل الكلام هو ما تشعرين به ؟ , ليس كلّ الكلام للفم و اللسان , لذلك , أسمحي لي بإكمال رسالتي لاحقاً , كما تحبين .

يا قاب ضلعين

سرمد .