عزيزتي جُمان ..

امتنعت عن الكتابة لكِ منذ أيام ، باتت الرسائل تجد طريقها لغيرك ، إذ تعلمت أن “الجُمانية” هي شخصية و ليست شخصاً بعينه ، من الممكن أن نُرافق “جُمان” غيرنا ، و ربما تستحق الكتابة كما يُكتب لكِ ، تكاد تصل لما تستحقينه ، و لا تصل لذلك الحد .

لم أجد سبباً مُقنعاً لكتابتي لرسالتي السابعة لكِ الآن ، قرأت أنه من المستحيل أن “يَحبس” الإنسان نفسه حتى الموت ، حيث يقوم بالتنفس بشهقةٍ لا إرادية بعد مدّة محددة على حسب قدرته ، خطاباتنا المستمرة هي نفسي ، و يبدو أنه لا قدرة لي على “حبسها” طويلاً ، و ها هي ردّة فعلي اللاإرادية .

في كلِّ رسالة ، أواجه تحدٍّ جديد ، كيف لي أن أنثر قلبي لكِ على ورق ! كيف أستطيع التوضيح لكِ في كل مرّة أنني بلهفة العاشق الأول ! كيف للغةٍ أعجزت الناس جميعاً لا أجد منها كلمةً تعبّر عنكِ ! ، يا جُمان ! .

اسمعي ، بعد شهورٍ في هذه القارّة الباردة ، وجدت أن النساء فيها جميلات ، و رغم أنني أعرف أنكِ لن تكونين بأجمل نساء الأرض – من المنظور العام – و لن تكونين أذكاهنَّ أيضاً ، و لكنني متأكدٌ أنكِ و بجمالك الحالي ، تستطيعين إبهارَ رجلٌ مثلي ، و تكونين كافيةً له ، و تملكين من الذكاء كفاية لتصلين القلب من جميع الطرق .

أقاوم و حتى اللحظة الأخيرة كي أُبقي الرسالة بصيغتها الحالية ، مع عدم قناعتي الكاملة فيها ، لا تطغى عليها القساوة و الحزن كما أردت ! وصلنا السابعة يا جُمان ! الرسالة السابعة! لم نجد بعضنا بعد ، ما زال ذكرك في رسائلي التي أكتبها فقط ، تحديداً ، النابعة من القلب ، و كعادتي أمارس طقوس انتظارك بالرسائل ، ربما ذات يومٍ نكتبها سويةً .

ختاماً ، تبدو هذه من أقصر الرسائل التي أوجهها ، حاولت عدم الحشو فيها ، بعد سبع رسائل لا بدّ من أننا أصبحنا نستطيع التخاطب بلغةٍ غير الكلام مع ثقةٍ بدأت تستشري فيَّ أن الرسائل القادمة ربما لا تحتوي إلا اسمك ، و أنتِ ستفهمين ما أرمي إليه ، ولكنني متأكدٌ أيضاً من إصرارنا على كتابة الكلام ، إذ أنني أحبُّ تخيّل قراءتك الرسائل بصوتي في ظل قراءة الناس لها بأصواتهم ، و علماً أنها أخذت من وقتي ساعتين و نصف تقريباً ، لم أهتم كثيراً بذلك ، حقيقةً صار هذا الوقت لا يعنيني ، هو وقتٌ يمضي ليوم لقاء .

يا طرف السماء الأقربُ لي ، يا “طرفي” ، يا “جُمان” ، يا جُماني .