أغنية

تُخبرني صديقتي أنها تحب أغنيةشلشل عليّ الرمانلأنها تجد في جملةهذا الحلو ما أريده ، ودّوني لأهليمهرباً لها لو وقع خطأٌ في علاقة حبّها ، ستقولها لحبيبها ، لو .
أفكّر فيها ،هذا الحلويصرُّ الشاعر العراقي أن يمدح محبوبه حتى وهو يستنجد للابتعاد عنه ، يمدحه ! ، و منذ تلك المحادثة أواظب بشكلٍ دوري على حفظ جملةٍ و التركيز عليها من كلّ أغنيةٍ عراقية أعرفها ، لربما احتجتها لاحقاً .

منابر

نغرق في العظمة و المتابعين والمُلَيِّكين، نستعين بموسوعة ويكيبيديا أو ترجمة جوجل ، نُجيب و كأننا أعلم من في الوجود ، لم أعد أذكر بالضبط في أي تاريخٍ كانت آخر مرّة أجاب فيها شخصٌلا أعرفإذ لم يكن باستطاعته الاستعانة بـجوجلليكون من العارفين ، انتفخت العقول ،هل تعلم أن فلان كان مع فلانة و الشيطان ثالثهمابالتزامن مع وصول وزير الدولة الفلانية إلى هذه الدولةيحضّرون شيئاً ما، أسألني أنا الذي أعرفهم، أصاب الإسهال معظم الشعب ، فضلاتٌ أو ما يتحدثون ، ليس هنالك فرق ، كَثُرت المنابر التي تتبنى الهراء .

قبل الميلاد

ولا أتحدث هنا عن عيسى أو أيّ نبيٍ آخر ، إذ أنني استخدم الانترنت ، أكبر تجمعٍ للشرطة ، شرطيٌ لكل من لا نُعجب برأيه ، أذكر أننا كنّا أحياء ، مرّةً صارت فضيحة في الحي ، اقتصر الحديث بين مجموعات النساء المنتشرة في كل حارة ، و لأنها لم تكن فضيحة عاديّة تم استخدام الهاتف الأرضي لعدّة مكالمات ، لا كلمات كُتبت على الشاشة ، ولم تأخذ إحدى الجاراتسكرين برينتولا حتى بقيت الكراهية مدفونة ، اندثرت الفضيحة مثلها مثل الكثير من الأحداث .
منذ فترة حدثت مشكلة بين عدّة أصدقاء ، انقسم الجمهور ، تعفّنت النفوس ، حتى أنني رأيت منهم من بقي يتقيأ على الفيسبوك دون توقف ، وكأن الحمامات ما خُلقت بعد!.

بعد الميلاد

يُخلق البشر من طينٍ و حل ، يناقشون و كأنّ الحلول في منازلهم ، و هم العاجزون عن اختيار ملابسٍ مناسبة لو سافروا لمدينة لا يعرفونها ، و لو زارهم الأرق لوجدتهم يبحثون عن منومٍ و حتى لو استخدموه لا يكونون قادرين على اختيار ساعة نومهم ، و بالرغم من ذلك تجد إمكانية التصنيف و التقديس و التحقير ، يقولون ، يؤمنون بما يقولون ، و يحيّدون كلّ من لم يؤيدهم عن طريق الصواب ، بعد الثقة بقدرتهم أنهم فعلوا ما يستطيعون للإقناع ! طبعاً !.

تابعين

يَشتُم الرئيس و القائد و الأمير و الخليفة ، يصفّ لك كلامٌ عن الحريّة ، و يخترع لك حربين لم تسمع بهما ، كل ذلك بكبسة زرٍ إلكتروني ، وإن لم تقتنع ، تتحول الحسابات إلى ببغاوات ، ترى متراساًفيسبوكيو آخر وضعوه تحسباً علىالتويتر، تدخل النار بعد أن أصبحت الجنّة من جانبهم ، و كلُّ ذلك يتم تصنيفه تحت بندالحريّات، يرمون بكرةٍ ثلجية ، تجمع ما يمرُّ بطريقها ، تَكبُر وتَكبُر وتَكبُر ، كلّ من يخالف قواعدمنظمي اللعبةلن يبقى ، و إن لم تأتيك اليوم ، انتظرها غداً ، لربما كان هناك جنديٌ مجهول أخذ لك صورةً و أنت تتحدث برأيك ، سيستخدمها ، و للدقة يستخدمك لاحقاً للتقرب منالشاتمين” .

أضغاث يقظة

أعرف أنني مللت الواقع ، حاولت اليوم اختيار طقسٍ ملائم لنافذتي ، رفعت شمساً و أنزلت غيمتين ، جمعت أكبر عددٍ من الفراشات في شارعنا ، و زرعت شجرتين ، علّها تستطيع سحب الأوكسيد و إنتاج ما يكفي من الأوكسجين كي لا اختنق ، و أزلت جميع نقاط الانترنت ، ليس من الضروري أن يسألك الهاتف بما تشعر ، هل جرّبت أن تسأل صديقك ذلك ؟ يسألك ؟ ، حسناً ، أشعر أنني لست بخير ، على الأقل حالياً ، يواسيني كتابٌ أقرأه ، لم يسمع به أحد ، ولم يطبع منه الكاتب إلا ما استطاع من النُسخ ، أحبه كثيراً .

ملاك

السرقة جريمة ، حتى لو كانت تقتصر على سرقة فكرة تحدث فيها صديقين ، سرقة الأفكار جريمة لا تُغتفر ، ولكن صاحبها ملاك ، إذ أنه لم ينضم لداعش أو يبايع تنظيماً جهادياً ، حتى لو اغتصب موظفيه معنوياً ،لم يمسسهم يا رجل!” ، أصبحت مقارنة الجريمة بغيرها كافية لنيل براءة من نحب ، و ليس من الضروري المحبة هنا ، من الممكن أن يقتصر الأمر على مصلحةٍ تجري .

لا أعلم

لم تكن تدوينة أرغب بكتابتها ، حتى أنني حاولت أن أبدأ بشكلٍ مغاير ، ليس هنالك مشكلة ، سأصحّح الوضع ، أحبكِ ، هكذا أُصلح النُهُر التعيسة ، ما زال مكانك شاغراً يا عزيزتي ، هناك من الأيام الباقية ما يكفي لنقضيها معاً ، و من الأغاني ما يكفي لأحفظها قبل مجيئك .
ليتك بردٌ أوروبي ، يأتي متزامناً مع حزننا ، بلا موعد .

أحبكِ يا جُمان