كانت حالة الحب الحقيقي الأولى التي عشتها في منتصف عام 2012 ، لم أخطط لها ، ملأت فراغ عاطفي سكنني بعد فترة السجن ، لم يخلى من العجز و المحاربة خارجياً و الكثير من المشاكل الداخلية و التي كان أهم أسبابها البعد ، و الذي انتهى بسببي ، حتى فترة قبل خروجي من تركيا بأشهر كان هو أكبر خساراتي ، أو كما أواسي نفسي لأسمّيه “أكبر تجاربي” لاستفيد منه لاحقاً موسوساً لنفسي بأنّني خرجت أكثر قوةً و خبرة .
تجربتي الثاني ، و لنسمّيها الأخيرة حتى الآن ، و لا أبرئ نفسي هنا من ذنب الحب ، ولكنني أحسب من التجارب ما خسرت منها ، إذ أننا لا نكسب معرفتنا إلا من الخسارة ، لا مَعرفة مع الربح ، إذ أن للمعرفة عدواً قديماً أسموه الغرور .
لم أبدأ تجربتي كـحبيب ، ولو كنت بدأتها كذلك لما سجلتها في تاريخي ، أؤمن أن الحبّ لا يولد من النظرة الأولى ، ربما يولد إعجاباً ، ولكنّ امرأةً لم يرجف قلبك عند حشرجتها السابقة للدمعة ، لا تسمّيها محبوبتك .
أعاني من التفكير ، حيث يُصبح في حياة السوري مرض ، يحتلُّ – بكل ما للكلمة من معنىً – عقلك ، و شخصٌ مثلي عاش مع شتّى أنواع الاحتلال ، يحقُّ له أن أقول أنه أسوأها .
و دفعاً بالأسباب ، محاولةً لتخفيف التفكير ، بدأت منذ شهورٍ حلّ مشاكلي العالقة تدريجياً ، أرسلت لكثيرٍ ممن عرفتهم ، اأنهم ذكروني بسوء وأنني عرفت بذلك ، و منهم من أخذ نصيبه المجزي من الكلام ، أخبرت صديقاتي أنّهنّ جميلات ، و صارحت بشكلٍ مباشر الكثير ممّن أحبهم و احترمهم ، حتى أنني شتمت معلمتي السابقة للغة الألمانية ، لم تفهم لعدم تحدثها العربية ، ولكنني فعلت بها مثلما تفعل منذ شهور ، تدينني لعدم تحدثي الألمانيّة ، أعطيتها ما تستحق .
و في نفس السياق ، كانت رسائل جُمان ، أصارحها أمام الجميع ، دون انتظارها ، لعلّي جبنت حينها ! و لم يسعفني الكلام ! ، ارتأيت الاستباق أفضل .
كان من أهم مشاكلي العالقة هي علاقةٌ لم تنتهي – من وجهة نظري على الأقل – ، وكما أسلفت مختصراً لا أرى الحبَّ مجرداً ، لم أستطع إنهائها ، كانت صديقتي ، المقرّبة إلى اللا حدْ ، أنهيت حبّاً كان بيننا ، ولكنها ما زالت ملامسةً لذلك اللا حدْ .
و انتهينا في بقاء .