عزيزتي جُمان ..

أرسل لكِ للمرة الأولى بعد زيارةٍ لبلدٍ عربي, لا Yes ولا ja تُسمع في هذه البلدانوهو أمرٌ أحبّه بصراحة -, ولو سُمعت, ما استطاعت أن تعلو على أصوات أهل البلد, وعليه, بدايةً السلام عليكم.

عمّان, لا تحتاج لأي إسقاطاتٍ أدبيّة, إذ يمكن أن يكون الولد الشارد على تلك النافذة بعد غربته الطويلة لا يفكر بأي شيء, هو فقط قرر الجلوس دون كلام على نافذةٍ عربيّة, نافذةٌ تفهم لغته حتى وإن لم يتواصل معها, تعرض له مما كان يُشابه حياته يوماً.

أتعلمين يا جُماندون القول أنّ الجنون قد مسّني -, أظن أن شوارع عمّان قد فهمتني, تحدثت لها كثيراً, أخبرتها عمّا جئت أبحث فيها, عن الكائنات التي تشبهني, وأجابتني, ليس بالكلام, كعادة عربيٍّ أصيل, جاءني الجواب فعلاً, حتى بعض الأجوبة جاءت على هيئة بشر !.

أكتب و أمسح عدّة مرات, هذه المرّة السادسة, قررت إكمال الرسالة بعد مسح الكثير منها, ربما تقولين أنّها رسالة لعمّان وأهله, وليس لكِ فيها ناقة ولا جمل, وأقول لكِ, ما الجديد في هذا الأمر!, كلّ رسالةٍ أستطيع اختصارها بقول مظفرجئتك من كل منافي العمر“, للناس رسائلنا, والكاتب لكِ يا عزيزتي.

أما بالنسبة لغزّلي بعمّان, جئتها في زمنِ يُتم الأوطان, لتصبح وساكنيها عائلة, وكأنّي أصيص زرعٍ أعادوني إلى التراب الذي أحبّ.

أخيراً ..

هل تعلمين يا جُمان أنّه مذ وطئت قدماي عمّان, حتى المغادرة, أفكر بكتابة هذه الرسالة, جُمع منها في قلبي ما لا يجمعه ورقحتى الالكتروني منه -, معظمه لا يُقال, أحبذ الاحتفاظ به في القلب.

ولكن, أستطيع الآن القول أننّي تعلمت مفردة غزلٍ جديدة, أوسمك فيها بليالي الغربة, مفردةٌ يجب أن ترتبط بكل شريكِ عُمْر, بكل ما يحمله شريك العمر من معنى, “عمّانيأنتِ يا جُمان .

وفيما يخصّ قصر هذه الرسالة بشكلٍ ملحوظ, وانتهائها بعد جملتين فقط, هذه الرسالة الأولى التي لم تُكتب, الرسالة الأولى التي امتدت على سبعة جبالٍ حبّاً وفرحاً يا جُمان.