تُقول الكاتبة أثير العبدالله في إحدى رواياتها أننا نقوم بربط أحزاننا بمواسمها .. فلدينا شهر حزين من كل عام أو يوم ما .. نقوم بندب أحلامنا و آمالنا فيه .. أو ندب شخص ما , انتهى الاقتباس .
ولكنني حتى الآن لم أستطع ربط أحزاني بموسم من عمري الذي ما زال ببدايات عشرينياته .. لم أستطيع تحديد يوم , أسبوع , أو حتى شهر أشحب فيه و أكتئب من كل عام لأقضي باقي أيام سعيداً أو على الأقل أعيش بـ”روتين” حتى لو كان قاتل .. لا حزين ولا فَرح .. الحزن يأتي على بغتة .. كالموت , ولربما هو أحد طقوس الأموات الاحياء الموجودين على عكس ما ينفيه العلم أنهم أسطورة .
لم أجد بعد صندوقي الخشبي .. ذاك الصندوق الذي تتحدث عنه الروايات لنخبأ فيه جزأ من الماضي و الحاضر .. رسائل .. صور .. ذكريات .. نخفيها تحت السرير أو في الدرج العلوي من خزانة الملابس لنجعله مفتاح مواسم حزننا .
السعادة لا تدعونا لأن نكتب على الإطلاق .. الكتابة هي أعمق جذور الحزن .. أعيش بحزني كسمكة اعتادت على أخذ الأوكسجين من الماء المالح .. و ما خرجت إلى الهواء النقي إلا و بدأت بالاحتضار .
و ما السعادة إلا فواصل زمنية .