عزيزتي جُمان ..

أتوجه لكِ برسالتي الثانية بعدطناشكالغير متعمدأعلم ذلكللرسالة الأولى , مضى عامٌ و شهر .

لا يزال شعور التعاسة بوجوب الكتابة لكِ دون أن أجد لها طريقاً يزورني من حينٍ إلى آخر , يبدو أنه ازداد لعدم ردّك على الرسالة الأولى , لا بأس ليس خطأك حتى , إشارة إلهية أُوكِل جدّي منذ عشرات السنين للقيام بها , بوضعه لـكنيتي المركبّة , و أنتِ التي تعرفينني خارج الأسماء , و الحدود .

لم أتغير كثيراً منذ آخرمناجاةٍلكِ بـ”القدوم” , ما زال أبو وسام فنّاني المفضّل , و ما زالت عنتاب تشغل حيّزاً في القلب , و لكن هناك أمراً بسيطاً تغير .

خرجت من عنتاب , يبدو أن الصعوبات ازدادت , لزامٌ علينا ترتيب مواعيد جديدة خارج المدن , كلّها منافٍ دون قلبك .

بِتَّ أخاف الوحدة يا جُمان , أخشاها كثيراً , شيئاً فشيء تأتيني الصباحات مُتْعِبة , و كأنها مسبقة الاستعمال , 394 صباح , “تكشّم قلبيفيها , لا أهوِّلُ من الأمر حتىيحنقلبك يا فتاة , ولا أكتب نصاً أدبياً بليغاً هنا , حقّاً ! , حتى إن الصباحات تتوالى , الشمس تُشرق , و كأنه ما من أنينٍ ضجّ في ليالٍ سبقته ! .

أتوجه الآن لبرلين , في أوروبا تبحثين عن النافذة لتبدلين هواء الغرفة , و تدخل أشعة الشمس , نافذتي هذه المرة سناء موسى .

هنا المُدُن تختنق , السهول , الجبال , الوديان , الأشجار , الورود , المنزل , الحديقة  الشوارع , الحارات , الأرصفة , المقهى , الشاي , و أنا .

أسمعي , لي شهرين أعترف للجميلات بجمالهن , أدّخر أفواههن الباسمة , ليس حبّاً يا فتاة , اقتات فقط عليها في مواسم القحط في ظلِّ غيابك .

ختاماً يا جميلتي , الأقرب إلى القلب , لو تعلمين خفق قلبي لمجرد تخيّلك معي , الأحاديث السهلة الممتنعة , ما سنقرأه معاً , نتجادل حوله , نتقاسمه , الموسيقى التي سنحب , أثاث المنزل , صوتك ذا النبرّة الملائكية , ليالي مشاهدتنا لحبّات المطر , و قلباً نرسمه معاً على النافذة , مجانين سويةً .

صحيح , رسائلي هذه , “المرفقةفي كل موجة حنين تجتاحني , أنزف حبرها انكسار مشاعر , من الجيد أنها لا تصل , لا أحبذ إظهار خذلاني بتأخركِ يا جُمان .

يا جُمان .