عزيزتي جُمان ،

وصلنا العاشرة ، و لم تتمكّني ، يتمكّنوا ، من إيقاف حُلم يقظتي ، ولا التأثير على التفاصيل التي أحبّها .

أكتب لكِ الآن من ميونيخ ، و لدّي اعتذارين ، أولاً أعذريني لأن نفسي سوّلت لي حضور حفلةٍ  لعمر سليمان ، أو كما يسمّيه محبّوهأبو ماهر، دعينا نتّفق على أنه عيد ميلادي و يحقّ لي ذلك .

ثانياً ، هذه المرّة الأولى التي أخاطبك بها من ميونيخ ، سامحيني ، تعددت المدن و ما مِن رَقّةٍ بينها ، تأقلمي أن حبيبُكِ صاحب مبدأ ، و كلما راودتك نفسك بالانسحاب تذكري أن من بين المبادئ وصولنا لهذه الرسالة ، العاشرة يا جُمان .

أقارب الربع قرن ، دونك يا جُمان ، مع يقينٍ لدّي بأنّ إشعاراً مرّ أمامك اليوم يخبرك بذلك ، ربما غافلكِ ، نسيتِ ، و لم تجددي العهد لي هذا العام .

باردة رسالتي ، على غير المعتاد ، رغم احتراق القلب ، أظنّ أنّ قرائتك لكثيرٍ من المعايدات التي قام بإشراك اسمك فيها ، معي ، في عيدي ، كافٍ أن يكون رسالةً وحده ، سأخبركِ شيئاً ، تكون السماء أقرب في كلِّ مرةٍ يجمعوننا فيها بجملةٍ ما ، حتى القلبُ يخفق أكثر ، أنا ممّن تغريهم النهايات السعيدة يا جُمان ، تغرينني حتى في الغياب . أنتِ أنتِ !.

أذرفُ العمر كلماتٌ لكِ .

لن أطيل عليكِ هذه المرّة ، لعلني أستطيع إرسالها لكِ في الساعات الأولى من عامي الجديد ، تسألني صديقةٌ عن اختصاصي الجامعي ، أشرح لها عن البترول و هندسته ، أخبرها أن الناس يموتون ، ليس الناس فقط ، كل شيء ، ليستخرجونهم بعد مئات مئات السنين ، بترول ، بعد عمرٍ طويل ، و لو متِّ يا جُمان ، ستكونين فرات ، فراتاً لأجيالٍ ستحتاجكِ بعد آلاف السنين ، يقتاتون عليكِ كما أفعل الآن ، يا فراتي .

نبدأ عامنا الجديد معاً ، أحبكِ يا جُمان .